الحمد لله حمدا كثيرا طبيا مباركا فيه و الصلاة و السلام على خير خلق الله محمد صل الله عليه و سلم
العـــقيـــدة هي أصل دين الاسلام و أساس الملة و قد دل كتاب الله المبين و سنة رسوله الأمين صلوات الله عليه و على اله و صحابه أجمعين ان العقيدة الصحيحة تتلخص في (الايمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الاخر و بالقدر خيره و شره) , فهذه الأمور هي أصول العقيدة الصحيحة التي لاتصح الا بها و التي نزل بها كتاب الله فمن الايمان بالله الايمان بأنه الا له الحق المستحق للعبادة دون سواه من الخلق و افراده بجميع أنواع الطاعات لكونه خالق العباد و المدبر لشؤونهم و القائم على ارزاقهم كما قال الله تعالى " وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون مااريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين " ان الله سبحانه و تعالى هو المتصرف فيهم بعلمه و قدرته المطلقة وانه مالك الدنيا و الاخرة و انه ارسل الرسل و انزل الكتب لاصلاح العباد و دعوتهم للحق و الى ما فيه نجاتهم و صلاحهم .
وهو لفظ ماخوذ من العقد أي ماينعقد عليه قلب المرءو ضميره حيث يكون متطابق مع الأفعال و الأقوال وأن يأمن بأن الله
هو الملك وحده لاشريك له و هو خالق الملكوت .
وقد بعث الله في الأمم السابقة رسل و أنبياء عليهم الصلاة
و السلام أجمعين فلابد من الايمان بهم جميعا و بمعجزاتهم
وقد جعل في كل أمة رسولا يدعوهم للتوحيد و يرشدهم
الى طريق الهداية و الرشاد و الصلاح و جعل لكل بني
معجزة ليصدقها الناس و جعل خاتمة الرسل سيدنا محمد
صل الله عليه و سلم وقد خصه بالقران الكريم , وتنجلي أهمية العقيدة الاسلامية الصحيحة في أنها استجابة لدعوة جميع الرسل .
كما أنها تحقيق للغاية الأولى منذ خلق الانس و الجن وهي افراد الله بالعبادة و العقيدة الصحيحة سبب للسعادة في الدنيا و الفلاح في الاخرة ة كما جاء في محكم تنزيله " ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين "
و الايات في هذا المعنى كثيرة و قد جاء في قوله عز وجل " لقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدو الله و اجتنبوا الطاغوت "
أما الايمان بالملائكة فيتضمن الايمان بهم اجمالا و تفصيلا فيؤمن المسلم بأن لله ملائكة خلقهم لطاعته ووصفهم بأنهم " عباد مكرمون لايسبقونه بالقول وهم بأمره يعلمون يعلم مابين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون " وهم أصناف كثيرة منهم المؤكلون بحمل العرش ومنهم خزنة الجنة و النار ومنهم المؤكلون بحفظ أعمال العباد وقد جاء ذكرهم في أحاديث صحيحة عن النبئ صل الله عليه و سلم قال " خلقت الملائكة من نور و خلق الجان من مارج من نار و خلق أدم مما وصف لكم "
ولابد من الايمان بالكتب السماوية التي أنزلها الله سبحانه و تعالى على أنبيائه و رسله لبيان حقه و الدعوة اليه و الحث على اتباع سبيله و الأمر بطاعته و اجتناب نواهيه كما قال تعالى " لقد ارسلنا رسلنا بالبينات و انزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط " و قال تعالى " كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين و أنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفو فيه "
أما الايمان باليوم الاخر فيدخل فيه الايمان بكل ما اخبر به الله رسوله الكريم صل الله عليه و سلم مما يكون بعد الموت كفتنة القبر و عذابه و نعيمه و مايكون يوم القيامة من أهوال وشدائد.و الصراط. الميزان . و الحساب . والجزاء . و نشر الصحف بين الناس, ويدخل في ذلك أيضا الايمان بالحوض المورود لنبينا محمد صل الله عليه وسلم و الايمان بالجنة و النار ورؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتعالى .
و الايمان بالقدر يتضمن الايمان بأن الله سبحانه وتعالى قد علم ماكان و مايكون و عالم أحوال عباده و عالم أرزاقهم وأعمالهم وغير ذلك من شؤونهم لايخف عليه شئ سبحانه كما قال تعالى" ان الله بكل شئ عليم "فما شاء كان و مالم يشأ لم يكن (انما أمره اذا أراد شئ أن يقول له كن فيكون )
وما توفيقي الا بالله و الصلاة و السلام على رسول الله
إرسال تعليق